تقرير لشركة «برايس واتر هاوس كووبرز»
524 مليار دولار صفقات الاتصالات في العالم عام 2007
صحيفة القبس الكويتيه
16/04/2008 أصدرت شركة «برايس واتر هاوس كووبرز» تقريرا عن قطاع الاتصالات
في العالم يظهر أن إفريقيا والشرق الأوسط سوقان بارزان حالياً وأهم أهداف
شركات الاتصالات التوسعية لهذا العام، خاصة بعد أن انخفضت قيمة وعدد
الصفقات عام 2007. ويكشف التقرير أن قيمة الصفقات التي تم توقيعها في
العالم خلال عام 2007 بلغت قيمتها 524,5 مليار دولار فيما بلغت قيمتها 292
مليار دولار عام 2006. أما عدد الصفقات فبلغ 1260 صفقة عام 2006 مقابل
1190 صفقة عام 2007.
ويفيد تقرير «برايس واتر هاوس كووبرز» بأن أحد أبرز الملاحظات هو غياب
الصفقات الكبرى والاستحواذات الضخمة في 2007 مقارنة بعام 2006. الصفقة
الوحيدة التي بلغت قيمتها أكثر من 20 مليار يورو كانت صفقة دمج «اميركا
تلكوم» و«أميركا موفيل» في أميركا اللاتينية حيث بلغت قيمة الصفقة حوالي
50 مليار دولار.
ففي عام 2006، بلغت قيمة صفقة استحواذ شركة AT&T على شركة «بيل ساوث»
90 مليار دولار ،إضافة إلى عدد من الصفقات الأخرى التي ارتفعت قيمتها عن
15 مليار دولار.
فيما يستكمل حالياً التشاور حول الاستحواذ على شركة «بال كندا» بمبلغ
وقدره 39 مليار دولار تقريباً، و تجري المناقشات بشكل ايجابي بانتظار
الموافقة على شروط البيع.
عام حساس
وحول هذا الموضوع علق فيليب شيبرد، المدير الاستراتيجي لشركة «برايس واتر
هاوس كووبرز»، قائلا: «العام الماضي كان متأرجحاً وحساساً لجهة الصفقات في
سوق الاتصالات، خاصة مع تصعيب شروط التمويل خلال الأشهر التسعة الأولى من
العام، والتي ساهمت بتكثيف النشاطات الاستثمارية. وقد تبع هذا الأمر أزمة
الرهون والاقتراض في الربع الأخير من العام».
وبعكس كل التقديرات، كانت تحركات شركات الاتصالات الضخمة محدودة، باستثناء
«فودافون»، إلا أن حجم الصفقات التي تمت في منطقة أوروبا الوسطى والشرقية،
وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وإفريقيا قد شهدت نمواً مهما مقارنة
بإجمالي نسبة الصفقات في العالم منذ عام 2005، وقد وصلت نسبتها من مجموع
الصفقات 22 في المائة عام 2007 مقابل 11 في المائة عام 2004.
وأضاف شيبرد: «الأسواق النامية والمشبعة في الولايات المتحدة وأوروبا
الغربية لعبت دوراً كافياً حتى الآن، ويأتي دور إفريقيا والشرق الأوسط
لتعزيز القطاع، حيث ستشهد كل منهما نمواً هائلاً وقدرة كبيرة على التعزيز
والاستحواذات مع العلم بأن الشبكة اللاسلكية ستكون من أهم الركائز
التطويرية».
تعزيز المراكز
ويضيف التقرير أن بعض شركات الاتصالات الكبرى في الشرق الأوسط عززت
مكانتها بوقت قياسي في المنطقة ككل. فشركة زين للاتصالات الكويتية (سابقاً
أم تي سي) وسعت عملياتها في المنطقة، والأبرز كانت صفقة شراء الرخصة
الثالثة في السعودية بقيمة 6 مليارات دولار. وهي تعمل في ست دول في الشرق
الأوسط و14 دولة افريقية حيث تتعاون مع اتصالات وفوداكوم وأم تي أن وفرانس
تلكوم كأبرز اللاعبين في قطاع الاتصالات في إفريقيا.
أما كيوتل فقد استحوذت على 51 في المائة من الوطنية للاتصالات الكويتية
بصفقة اعتبرت الأكبر في الخليج، فيما الاتصالات السعودية استحوذت على 35
في المائة من «أوجيه تلكوم».
أما بالنسبة للأسواق النامية الأخرى، فقد اخترقت أخيراً شركة اتصالات
أجنبية السوق الهندية، وذلك بعد أن استحوذت فودافون على «هاتشيسون ايسار».
إلا أن التقرير يضيف أن شركات الاتصالات الهندية والصينية تملك القدرة على
التحرك خارج المنطقة مما سيزيد من الضغط في القطاع. غير أنه لم يحصل أي
تحرك على هذا الصعيد حتى اليوم، مع العلم بأن هناك نوايا حالية في
الدولتين للتوسع والاستحواذ خارج المنطقة.
من جهة ثانية، أزمة القروض التي وقعت مؤخراً سيكون لها تأثير مباشر على
السوق في المستقبل، خصوصا بالنسبة لموضوع صناديق الأسهم الخاصة، كما أنها
تشكل ضربة قوية فيما خص إمكان حصول صفقات جديدة من «العيار الثقيل».
وأضاف شيبرد: «تشكل صفقات الأسهم الخاصة حوالي 30 في المائة من القيمة
الإجمالية، لكن من الصعب أن نرى اليوم صفقات ضخمة وشركات أو أفرادا يدخلون
في صفقات شراء على مستوى كبير». وقال: «إن صناعة الاتصالات تشهد حالياً
حركة تمويل قوية من جهات عدة، مما قد يؤدي إلى ظهور لاعب كبير في
المستقبل. أبرز مصادر التمويلات الكبرى هي أبو ظبي، سنغافورة، الصين
والكويت. ومع ازدياد توافر مصادر التمويل وتنوعها، من المحتمل أن تصبح هذه
المصادر بنفسها لاعباً مهماً في القطاع».
نظرة شاملة
تعدد «برايس واتر هاوس كووبرز» نقاطا مهمة حصلت في عالم الاتصالات عام 2007:
• لقد اكتملت تقريباً حركة تعزيز الأسواق الأوروبية في الوقت الحالي، مما
يعكس انخفاضا في حركة الصفقات العادية ( من متوسط 783 مليون دولار عام
2006 إلى 488 مليون دولار عام 2007) و القيمة الإجمالية للصفقات (من 128
مليار دولار عام 2006 إلى 81 مليار دولار عام 2007). في بداية العام دعمت
الأسواق الرأسمالية الكبرى شركات الاتصالات التي طالبت بشريك استثماري
باستثناء الشركات الأربع (تيليفونيكا، فودافون، فرانس تلكوم ودوتش
تيليكوم).
• أما أوروبا الوسطى والشرقية فقد شهدت حالة استقرار من حيث حجم الصفقات
وقيمتها الإجمالية. فقيمة الصفقات انخفضت مقارنة لما كانت عليه عام 2005
الذي شهد صفقات بقيمة 20 مليار دولار تقريباً مقابل 6 مليارات دولار عام
2007.
• كانت صفقة استحواذ فودافون على شركة «هاتشيسون ايسار» في الهند والتي
بلغت قيمتها 14,5 مليار دولار، هي الأبرز في القارة الآسيوية. هذا السوق
الذي يعتبر مهما وفيه الكثير من الفرص والتحديات بالنسبة لشركات
الاتصالات. فودافون كانت الشركة الوحيدة من خارج المنطقة التي قامت بخطوة
مهمة عام 2007، إضافة إلى 10 صفقات تمت في آسيا من قبل لاعبين عدة في
قطاعات مختلفة.
• أما أميركا اللاتينية، فقد شهدت أكبر صفقة كاملة في العالم لعام 2007
وهي ضم شركة أميركا موفيل (المشغل الأكبر في أميركا اللاتينية) وشركة
«أميركا تلكوم» المكسيكية وبلغت قيمتها 36 مليار دولار. وبلغ حجم هذه
الصفقة 10 مرات حجم ثاني أكبر صفقة في المنطقة، استحواذ شركة «تلفونيكا»
على «الكولومبيا تيليكومونيكاسيوني» بمبلغ قدره 3 مليارات دولار. أما
أميركا موفيل فكانت الثالثة من ضمن لائحة أهم 5 صفقات في المنطقة، من خلال
استحواذها على «بويرتو ريكو تيليفوين» بملياري دولار.
• الزيادة الأكبر كانت بالصفقات في قطاع الاتصالات اللاسلكية wireless،
حيث ارتفعت نسبة نمو إجمالي قيمة الصفقات 50 في المائة خلال عام 2007. أما
قطاع الشبكة الثابتة، فهو في حالة جمود في العالم، رغم أن الاهتمام
بالأسواق النامية، يقترح تركيزاً حول فرص النمو في القطاع. وعلى سبيل
المثال، استحواذات فرانس تلكوم في كينيا وغانا، واهتمام «دوتش تلكوم»
بـــ«سي أي أي CEE»، فيما تيليفونيكا تتطلع نحو أميركا اللاتينية.
توقعات مستقبيلة
يتوقع تقرير «برايس واتر هاوس كووبرز» أن تؤثر الاندماجات على نسبة
الصفقات. ويقول شبيدر: «رغم أن قيمة الصفقات بحالة انخفاض، فان العديد من
الرأسماليين يسعون للجلوس مجدداً حول طاولة الصفقات عام 2008 وما بعد.
وسيستمر النمو في منطقة الشرق الأوسط والهند والصين فيما ستستمر حركة
الاستحواذات والاندماجات في الشرق الأوسط وأفريقيا. وأضاف: «من أبرز
الاهتمامات الأخرى، فرص نمو وازدياد نسبة الصفقات في مجال البنى التحتية،
بدعم من شركات الاتصالات التي تحاول دراسة موضوع فصل الشبكات، ونمو شركات
تمويلية متخصصة بالبنى التحتية لتمويل هذا النوع من المشاريع. كما نرى
معركة لاقتناص النمو والربح الحاصلين في قطاع الانترنت موبايل. أما
بالنسبة للشركات المعروفة بتصنيع الهواتف النقالة، فهي تتنافس وشركات
جديدة دخلت السوق مثل «أبل» و«غوغل» ونتوقع أن تكثر نسبة الصفقات على صعيد
المحتوى والمميزات على غرار صفقة استحواذ نوكيا على «نايفتيك».